الشريط الإخباري

الكاتب مفيد عيسى أحمد: الحدث أو الفكرة تفرض نفسها وتحدد ماهية النمط الأدبي

طرطوس-سانا

ظهر النتاج الأدبي عند الكاتب مفيد عيسى أحمد خلال فترة دراسته الجامعية بكتابة مقالات فكرية ونقدية إلى جانب القصة والرأي السياسي في عدد من الدوريات المحلية والعربية ومنها مجلة الوحدة الصادرة في المغرب العربي عن المركز الثقافي والعلوم.

وحول الجنس الأدبي المفضل لديه وجد أحمد أن الحدث أو الفكرة تفرض نفسها وتحدد ماهية النمط الأدبي ولكنه يميل إلى الرواية من بين الأجناس الأدبية

بينما يرى في القصة القصيرة مجالاً أوسع فيما يخص الخطاب الأدبي الإبداعي إضافة إلى قدرة التأثر الأعمق بمحتواها الدرامي.

وتحفل التجربة القصصية لأحمد بتنوع المواضيع والأدوات الإبداعية حيث أصدر أربع مجموعات حاول أن لا يكرر نفسه فيها من ناحية المواضيع أو البيئة الحيوية والفنية للقصة تاركاً الحكم على تجربته للقارئ العادي والناقد مؤكداً أن على كل كاتب أن ينوع ويوسع أسلوبه ليضمن تطور أدواته الفنية وخلفيته الثقافية.

ومن أعماله التي صدرت عن الهيئة السورية العامة للكتاب “البطل في وقفته الأخيرة” 2011 و”ثلاث نداءات وتصبح نجمة” و”حارس الفلة البنفسجية” 2019 تناول فيها نتائج الحرب على سورية من الناحية الإنسانية والاجتماعية.

ويعمل الكاتب الآن على كتابة تجربة العيش في دمشق من خلال معايشته لأشخاص وما تركوه من أثر خاص في نفسه بأسلوب قصصي بسيط دون أن يتخلى عن الفنية في سياق ما سماه “راندوغرافيا” وهي كلمة منحوتة يعني بها العشوائيات والتي ستكون مشروع كتابه بهذا العنوان “راندوغرافيا دمشق”.

وحول رواية “الماء والدم” التي حصل عبرها أحمد على جائزة الرواية العربية من مركز الإبداع والتنمية بالقاهرة بين أنه تناول خلالها مدينة طرطوس بداية ستينيات القرن الماضي التي اعتبرها فترة خصبة ذخرت بالتغيير والتنوع السياسي والاجتماعي إضافة إلى الغنى الثقافي جسدها بشخصية حقيقية كانت موجودة في تلك الحقبة معروفة بـ حامد الشماميس”.

ويفضل أحمد الكتابة لحقبة زمنية سابقة لأنها برأيه أفضل وأنجع بكثير من الكتابة لمرحلة آنية نعيشها وهذا ما جعله يؤجل الكتابة لمرحلة الحرب رغم تأكيده أنه سيقوم بهذا العمل مستقبلاً بعد أن تكون مرحلة الحرب وراءنا.

وبهدف توسيع قاعدة القراء والمتلقين كتب أحد مجموعته القصصية “ثلاث أهداف لبرشلونة” عام 2014 في مصر معتبراً أنها تجربة أفسحت له مجالاً أوسع لكنها لم تأخذ حقها كما يجب.

ورغم نيله العديد من الجوائز محلياً كجائزة العجيلي وعربياً إلا أنه يرى أن الجوائز لا تعتبر معياراً للمستوى الفني للعمل الأدبي متمنياً وجود منبر حقيقي للكاتب أو المثقف بشكل عام ليأخذ الدور المنوط به في تثقيف وتوعية الأجيال.

وسيصدر لأحمد في حقل الشعر مجموعة بعنوان “وشاة يقرؤون كتب الحكمة” ومجموعة أخرى بعنوان “حياة تسقط بالتقادم” وله تجربة مسرحية بعنوان “ثلاثة حقول وأربعة براعم” وتجربة للأطفال حصل من خلالها على جائزة وزارة الثقافة معتبراً أن الكتابة للأطفال تنطوي على مخاطر كبيرة نظراً لصعوبة التكهن بمخيلة هذه المرحلة العمرية.

ويرى أحمد أنه لا يوجد حالياً حركة نقدية حقيقية كما أنه لا يستسيغ النقد الأكاديمي معتبراً أن ما يكتب في الدوريات انطباعات نقدية لا يمكن اعتبارها نقداً متكاملاً يفي المنجز الأدبي حقه كما أنه يجد النقد يعاني من غلبة معايير ليست إبداعية ما أدى إلى تحييد الإبداع الحقيقي.

وحول أهم الصعوبات التي تواجه الكاتب يرى عيسى أنها تتمثل في النشر والتسويق إضافة إلى تراجع نسبة شراء الكتب نتيجة الظروف والأوضاع الاقتصادية مشيراً إلى ضرورة تعزيز دور الإعلام المرئي في مجال التعريف بالإصدارات الأدبية الجديدة.

يشار إلى أن الكاتب من قرية سرستان التابعة لمنطقة صافيتا في محافظة طرطوس وخريج جامعة دمشق قسم المعلومات والمكتبات عام 1989 وله تجارب متنوعة في إعداد البرامج الإذاعية والكتابة الدرامية للتلفزيون.

 

فاطمة حسين