الشريط الإخباري

إقبال طلابي متزايد على مدارس التعليم المهني أملاً بولوج سريع إلى سوق العمل

حمص-سانا

إقبال ملحوظ ومتزايد يشهده التعليم المهني من قبل طلاب محافظة حمص ممن يحق لهم إتمام دراستهم في التعليم العام وفقاً لمعدلات نجاحهم في شهادة التعليم الأساسي في صورة تعكس وعياً متزايداً وتغييراً في نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم الذي بات يفرض وجوده بقوة بفعل الحاجة الملحة لمخرجاته من الأيدي الفنية والخبيرة ولا سيما مع إعادة الإعمار ومواكبة الحداثة في شتى المجالات.

سانا الشبابية رصدت آراء عدد من الطلبة في الثانويات المهنية في حمص الذين أجمعوا على أنهم اختاروا وبملء إرادتهم التعليم المهني لما يحققه هذا النوع من التعليم من رغبات بامتلاك مهنة مستقبلية على أسس أكاديمية وما يوفره أيضاً من فرص عمل لهم وهم على مقاعد الدراسة.

يزن الفاضل الطالب في ثانوية الشهيد أيهم ديوب المهنية يوضح أنه حقق حلمه الدراسي بتسجيله في مهنة الميكاترونكس برغبة منه للولوج إلى عالم الصناعة الحديثة ويوافقه الرأي الطالب عبد اللطيف الحسن الذي دعا الطلبة إلى اختيار دراستهم بما ينسجم مع طموحهم العلمي والمعرفي دون التقيد بمجموع علاماتهم التي تؤهلهم للتعليم العام مع مراعاة ما يتطلبه سوق العمل مستقبلاً من مهن وحرف تعد رديفاً حقيقياً للنهوض بالاقتصاد الوطني.

علاء محسن مدير ثانوية الشهيد أيهم ديوب المهنية أشار إلى تزايد الإقبال على التعليم المهني رغبة من الطلبة وبتشجيع من ذويهم أيضاً حيث يبلغ عدد الطلبة المسجلين في الأول الثانوي للعام الدراسي الحالي 750 طالباً مقابل نحو 500 طالب العام الماضي علماً أن 150 منهم يحق لهم التعليم العام فيما يبلغ عدد الطلبة الإجمالي في الثانوية العام الحالي نحو 1715 طالباً يتوزعون على تسع حرف أو أقسام.

وأوضح محسن أن المدرسة تضم أحدث المخابر والآلات وحواسيب الفحص الحديثة للسيارات ومخابر التحكم الآلي وآلات التشغيل المبرمج منوهاً بإمكانية تنفيذ مشاريع إنتاجية من قبل الطلبة والمشرفين عليهم حيث سبق للمدرسة تنفيذ مشروعين بأقل التكاليف الأول في عام 2016 وهو مشروع صيانة دارة التدفئة المركزية في مبنى محافظة حمص والثاني في عام 2017 وهو مشروع صيانة دارة التدفئة المركزية في مبنى مديرية تربية حمص إضافة إلى تصميم برادين أحدهما منزلي (بابان تبريد عادي) والثاني براد محال تجارية واجهة مع مكيف قطعة واحدة.

المهندسة مها الياسين رئيسة قسم الميكاترونكس في المدرسة المهنية أشادت بالإقبال اللافت للطلبة للتسجيل بالقسم منذ إحداثه عام 2011 كونه من التخصصات المطلوبة في سوق العمل منوهة بضرورة استثمار طاقات الطلبة في إنجاز مشاريع إنتاجية لرفد السوق المحلية بالمنتجات الوطنية وتأمين بعض المعدات اللازمة للأشخاص من ذوي الإعاقة كتصنيع أطراف صناعية أو كراسي متحركة.

وطالب عدد من الكوادر التعليمية والفنية في المدرسة بزيادة نسبة القبول للثانويات المهنية في الجامعات بما يتناسب مع اختصاصهم والاستثمار الفعلي للطاقات الشبابية في مختلف المهن الصناعية والتجارية والفنون النسوية والاتصالات والحاسوب ودعم وتشجيع التعليم المهني من خلال الرحلات العلمية للطلبة إلى مواقع العمل والإنتاج ودعم المبادرات وتعزيز روح الابتكار باعتبار أن التعليم المهني ركن أساسي للنهوض الاقتصادي.

سلامة جبر مدير ثانوية الشهيد عبدو التلاوي المهنية أشار إلى أن هذه المدرسة هي الوحيدة في محافظة حمص التي تضم حرفة الاتصالات إلى جانب حرفة تقنيات الحاسوب حيث تم إحداثها في العام 2013 وتضم 425 من الطلبة ذكوراً وإناثاً لافتاً إلى أن كل المسجلين في حرفة الاتصالات يحق لهم إكمال دراستهم في التعليم العام.

ولفت جبر إلى أن المدرسة تضم أحدث التجهيزات والمخابر المتطورة ونفذت إدارة المدرسة والكوادر الفنية والطلبة فيها مشروعاً استثمارياً بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية لتخديم المدرسة بشبكة متكاملة من الاتصالات (انترنت) وإحداث مركز صيانة للأجهزة الخليوية والحواسيب بشكل مفتوح لكل الفعاليات والمواطنين في المحافظة.

الطلاب حمزة الحموي وسيدرا ديوب وجودي الأحمد وعمار سلامة عبروا عن رغبتهم في استثمار تدريباتهم العملية بهدف الدخول إلى سوق العمل والإنتاج إلى جانب مواصلة مسيرتهم التعليمية وحصولهم على الشهادات المتوسطة والجامعية.

عيسى الخضر رئيس دائرة التعليم المهني في مديرية تربية حمص لفت إلى ازدياد أعداد الراغبين بإكمال دراستهم في الثانوية المهنية حيث يبلغ عدد الطلاب في التعليم المهني للعام الحالي نحو 2464 طالباً مقابل 2314 طالباً العام الماضي ويتوزعون في 38 مدرسة وعلى 18 مهنة.

وشدد الخضر على أهمية إيلاء التعليم المهني الدعم الكافي “ولا سيما أننا على أعتاب مرحلة إعادة الإعمار والبناء ولا بد من الاستثمار بالتعليم المهني لما يوفره من الأيدي الفنية والخبيرة وتحويل التعليم المهني إلى ورشات إنتاجية”.

تمام الحسن